أثقلُ جزءٍ في كل ما يُكتب ،، وأصعبهُ : البِداية
البدايةُ ثقيلةٌ كلِسانِ طاغيةٍ يَطلُب الشهادةَ ساعةَ أجلهِ.
(البدايةُ المُعادة) مُبتذلةٌ كنشراتِ الأخبارِ التّي حدّثنَا عَنها (الماغُوط).
البدايةُ : فخٌ .. وأنا لا اُحبّ الفخاخَ ولا الوُقوعَ فيها.
لِذلك سأستعيضُ عن كلّ هذه الكلاسيكيّات المُحرقة وأستقيلُ الكتابةَ .. ثمّ أنفجِر !
ففي لحظةِ الاِنفجارِ، لا حديثَ لنَا عنِ البدايةِ ولا محلّ لها ولا طائلَ من ذكرِها في جداولِ الأممِ "المكبوتة" ولا الاحصاءاتِ الدوليّة ولا القوميّة (عددُ الضحايَا، نِسبُ الخسائرِ .. أحذيةُ الصِغارِ المثقوبَة، الفناجِينُ المُحطّمة : فناجينٌ كثيرا ما أعدّت فِيها الأمّهاتُ القهوةَ لصغارهَا على شاكلةِ قهوةِ درويش. جميعُها لا بِدايةَ لها ولا حظّ لهَا من تلكَ النهاياتِ التي نسمّيها "سعيدة" ..
حتماً لا بداية للهاوية ولا بداية للثُقب ولا بداية للأَسْرى ولا بداية للحَـرْبِ ولا بداية للعَبثِ ولا بداية للـلَـيْل ولا بداية للمَـوْتِ ولا بداية للكذِبِ ولا بداية لضحاياه. سأفرحُ لكوني شظيّةَ قنبلةٍ "مجهولة" عن كوني "بداية مملّة" .. فالبدايةُ "تاريخ جامد" في عِلياِ الكُتب. أمّا الشظيّة فهولُها كبيرٌ، لكنّها مفقودةٌ بالانفجارِ. هل حاولتَ يوماً اصطياد طلقةٍ أو ايجاد شظيّة في كلّ هذا الركامِ الذي نعيش؟ .. جميعُنا ركامٌ وكلّنا قنابلٌ موقوتة وطلقاتٌ تنتظرُ دوسةَ زنادٍ. كلّنا حطامُ فعلِ ما ،، كلّ الأفعالِ قاتلةٌ وإن كانت رحيمة أو تدّعي ،، كلنا مغلوبٌ وجميعنا ندّعي الغلَبة.
هذهٍ بدايتي مع الانفجار.
اجتمعت البدايةُ هنا وأحببتُها.
فاليومَ أمسكتُ بشيءٍ يعجبُني : أن أنفجِر.
غادة طيب بلقاسم
(نص معدّل)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق