ينبلجُ الضوء من رحمِ "العتمة" فتَخلع صفحة السماء عنها ثوب الحداد، ويتفتّحُ النهار زهرةً على الخدود. هي تنهيدة السماء عوض الجميع، هي صباحات الجميع الباكرة، هي لون الأمل ورائحة من نُحب.
في كلِّ صباحٍ نشتهي سماعَ صوتَ (كلّّ من نحبُّ) / و(كلُّ من نحبُّ سماعََ صوتهم) (كلَّ صباحٍ): همُ "صباح الخير". أن يرافقونك بحناجرهم إلى حيث تشتهي الذهاب ولا تذهب، فتتخيّر مجالسة أصواتهم وعقد "رقية" من جناس نبراتهم فترتاح. أو حيث تأخذك "الارادة" دون أن تدري: تغادر الأرض حيثُ السحاب ممتطيا الأجل ومخلّّفا ورائك مساحة صغيرة رحيقها العمل.
عند المساء، عادة ما تُركن المشاريع المستقبلية جانبا، وتُستدعى رائحة الغبار من ثقوب الشبابيك المهملة، من شقوق الحائط الغائرة، من سقف الغرفة الخشبي .. ومن ذاكرة المجانين والمتاعيس والفيلة.
تسري "العتمة" على مهلٍ، تحوّط المكان وتتغلغل في القشور وتنفذ إلى الأفئدة.
مساء الخير بعد الصباح.
19.35

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق