الأحد، 4 يونيو 2017

هروب على وقع ال Padam

متى سأُتم معجزتي، لأطْلق طائر الدنيا. -أحمد بخيت
صوت أحذية المارة على الاسفلت يحدث وقعا منتظما أسايره -مع ارتخاءة كاملة وأنا مغمضة العينين- بهزة خفيفة من رأسي. حبات المطر عنصر ضروري لاكتمال المشهد، تنخرط القطرات المتسارعة في تشكيل لوحة ال Padam، فيزداد رأسي اضطرابا.
Cet air qui m'obsède jour et nuit
Cet air n'est pas né d'aujourd'hui
Il vient d'aussi loin que je viens
Traîné par cent mille musiciens
تختلط أصوات الأشياء بالغوغاء، وايقاعات الأحذية بحوافر الأحصنة وهي تجر عرباتها. أما صوت ال Padam Padam، تعزفه حنجرة بياف الصافية يعلو جميع الأصوات. تتعالى الذبذبات الراقصة من مقهى يروي أيام باريس القديمة.
ايقاعات رأسي ترتفع فترتفع كتفاي معها، ثم تخبو، فأستعيد سكوني. مسايرة تغيرات هذا الصخب بابتسامات متواترة، ترتفع لها الخدود أو ترتخي. المشاهد تتكثف والمارة تتسارع خطواتهم والاسطوانة تعيد ذات الأغنية. يتوقف المطر عن الهطول، مخلفا مشهد تعشقه عين الواحد، وايقاع آخر محبب، خفيف على الأذن، أقل انتظاما وأكثر دلالا، الحبات تقفز واحدة تلو الأخرى من كل مرتفع نحو القاع الصلبة.
صوت الصمت
الريح لذيذة تهتز لها قشرة الأرض
أبيض الستينيات وأسودها الداكن
ألبسة النساء الأنيقة وتسريحاتهن المرتفعة نحو السماء
قبعات الرجال وبدلاتهم ذات السراويل الفضفاضة
خوار القطط المبللة
..
أستيقظ من نشوتي، وذات اللوحة مرتسمة على وجهي. أغير الأغنية، مبقية على ميزة "تكرارالمقطوعة" على حاله. ثم أعاود الهروب نحو معجزة أخرى.
غادة طيب بلقاسم
05/06/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق