الأربعاء، 28 يونيو 2017

خيط الزمن

بينما أجلس، هنا، لا أزيد العالم فائدة، متبرمة من شدة الحرارة وهيجان الحشرات الجنوني، أهش الذباب وأتثاءب مللا. يجلس في جنوب هذه القارة فيل يكابد الملل مثلي، يمتص خرطومه الماء وينفثه نحو السماء، فيرتوي جسمه الأملس وينتعش. يصفق بأذنيه الكبيرتين ليطرد عنه الدود المتمعش. يكسر صمت الطبيعة من حوله باطلاق صيحاته الحادة والمتقطعة، حتى لا تنفرد به شياطينه الوسواسة وحيدا، مغرية إياه بأكل لحم الفيلة الأخرى.
بينما أحن إلى شجرة يسكنها النمل المجاهد، تعاند الزمان بوقفتها، ثبات جذعها رغم العواصف، لونها المتجدد، وظلها الوافر. أعلك الوقت المنساب من "عيني"، وأفرقع به أصواتا تخاطب العدم. أحصي منشورات إدمان القراءة و واحتساء القهوة. أترك إعجابا هنا أوهناك وأوزع القلوب دون حساب. وكتاب مركون على جانبي، يأكله غبار رقيق، ويلتهم ورقه الأصفر سوس مثقف.
غادة طيب بلقاسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق